الكفر جحد الحق وستره،
كالذي يجحد وجوب الصلاة أو وجوب الزكاة أو وجوب صوم رمضان أو وجوب الحج مع الاستطاعة،
أو وجوب بر الوالدين ونحو هذا، وكالذي يجحد تحريم الزنا أو تحريم شرب المسكر،
أو تحريم عقوق الوالدين أو نحو ذلك.
أما الشرك فهو صرف بعض العبادة لغير الله،
كمن يستغيث بالأموات أو الغائبين أو الجن أو الأصنام أو النجوم ونحو ذلك،
أو يذبح لهم أو ينذر لهم، ويطلق على الكافر أنه مشرك وعلى المشرك أنه كافر، كما قال الله عز وجل:
{ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ
إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}(سورة المؤمنون:117)،
وقال سبحانه: {إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ}
(سورة المائدة : 72 )،
وقال جل وعلا في سورة فاطر: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ *
إِنْ تَدْعُوهُمْ لا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِير}(13-14)،
فسمى دعاءهم غير الله شركاً في هذه السورة،
وفي سورة " المؤمنون" سماه كفراً.
وقال سبحانه في سورة التوبة: { يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ *
هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}( 32 – 33)،
فسمى الكفار به كفاراً وسماهم مشركين، فدل ذلك على أن الكافر يسمى مشركاً،
والمشرك يسمى كافراً، والآيات والأحاديث في ذلك كثيرة.
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
((بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة))
أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما،
وقوله صلى الله عليه وسلم:
((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر))
أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجة بإسناد صحيح
عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه،
وقال الشيخ رحمه الله – أيضاً - :
" ومن الشرك أن يعبد غير الله عبادة كاملة ، فإنه يسمى شركا ، ويسمى كفرا ،
فمن أعرض عن الله بالكلية وجعل عبادته لغيرالله كالأشجار أو الأحجار أو الأصنام
أو الجن أو بعض الأموات من الذين يسمونهم بالأولياء ،
يعبدهم أو يصلي لهم أو يصوم لهم وينسى الله بالكلية ،
فهذا أعظم كفرا وأشد شركا ، نسأل الله العافية ،
وهكذا من ينكر وجود الله ، ويقول ليس هناك إله ،والحياة مادة ،
كالشيوعيين والملاحدة المنكرين لوجود الله ،
هؤلاء أكفر الناس وأضلهم وأعظمهم شركا وضلالا نسأل الله العافية ،
والمقصود أن أهل هذه الاعتقادات وأشباهها كلها تسمى شركا ،
وتسمى كفرا بالله عز وجل ، وقد يغلط بعض الناس لجهله فيسمي دعوة الأموات والاستغاثة بهم وسيلةً ،
ويظنها جائزة ، وهذا غلط عظيم ؛ لأن هذا العمل من أعظم الشرك بالله ،
وإن سماه بعض الجهلة أو المشركين وسيلة ، وهو دين المشركين الذي ذمهم الله عليه وعابهم به ،
وأرسل الرسل وأنزل الكتب لإنكاره والتحذير منه " انتهى