[rtl] [/rtl]
الإنترنت وضياع العقل البشري
[rtl]ظهور الإنترنت والتفجر المعلوماتي الذي رافقه كان من المفترض أن يساعدنا على حصد أكبر كمية من المعلومات ويساعدنا على أن نصبح أكثر ذكاءاً لكن ألم تلاحظ أن العقول بدأت في الركود، أصبحنا غير قادرين على التركيز مثل الماضي؟ والأمر يزداد سوءاً.[/rtl]
[rtl]♦ المعلومة في متناول اليد[/rtl]
[rtl]الوصول إلى المعلومات لم يعد أمراً صعباً هذه الأيام فببضع ضغطات على لوحة المفاتيح تستطيع الحصول على كمية كبيرة من البيانات التي لم تكن قادراً على الوصول إليها قبل 10 سنوات والمخيف أن كمية البيانات المتوفرة على الإنترنت تتضاعف بشكل مهوول وعقلك لن يكون قادر على إستيعاب ومعالجة كل هذه البيانات.[/rtl]
[rtl]لحسن الحظ فإن شركات مثل جوجل وغيرها من الشركات التي أخذت على عاتقها أرشفة الإنترنت من أجل الخروج بمعلومات مفيدة مثل "عاصمة منغوليا” وسهلت علينا الوصول إلى هذه المعلومات عبر مربع البحث السحري الذي أصبح متواجداً في كل مكان من أسطح المكتب وحتى نظارات جوجل الذكية.[/rtl]
[rtl]♦ نظرية الجهد المبذول[/rtl]
[rtl]الناس يميلون إلى عدم التركيز على المعلومات التي يحصلون عليها عن طريق الإنترنت لأنهم لم يبذلوا جهداً يذكر ولو ربطنا بين مقدار الجهد المبذول وقيمة المعلومة فإن أغلب المعلومات لاتساوي أكثر من 4 دقائق بحث في جوجل، في حين ستجد نفسك تذكر المعلومات التي قضيت الكثير من الأيام تبحث عنها تقرأ، تسأل هذا وذاك، ولو راجعت ذاكرتك أيضاً ستجد أنك تذكر الكثير الأناشيد التي تعبت وأنت تحفظها أيام الدراسة (هذه النظرية إجتهاد مني).[/rtl]
[rtl]هل هناك رابط عقلي بين مقدار الوقت الذي نقضيه في الحصول على المعلومة وبين طريقة حفظها في الذاكرة؟[/rtl]
[rtl]♦ الخوف من الضياع[/rtl]
[rtl]حين نخاف على أي شيء من الضياع فنحن نتمسك بشكل أقوى وهذه النظرية تنطبق على الذاكرة أيضاً.[/rtl]
[rtl]
فقد كشفت دراسة قامت بها مجموعة من العلماء من جامعتي كولومبيا وهارفرد نتج عنها أن الأشخاص حين يظنون بأن المعلومة التي أمامهم لن يكون بإمكانهم الحصول عليها مرة أخرى فإنهم يميلون إلى تذكرها بشكل أفضل، والعكس (- [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]).[/rtl]
[rtl]♦ فائض المعلومات والذاكرة الوسيطة
[/rtl]
[rtl]لست عالم أعصاب أو متخصص في تحليل أدمغة البشر لكنني أشك أن السلوكيات الجديدة تؤثر على نقل المعلومات من الذاكرة الوسيطة إلى الذاكرة الدائمة.[/rtl]
[rtl]حسب ماقرأت توجد 3 أنواع من الذاكرة (القصيرة – الوسيطة – والطويلة)، حين تقرأ أي شيء فهو يتحول من القصيرة التي تخزن المعلومات لبضعة ثواني إلى الذاكرة الوسيطة إستعداداً للإنتقال إلى الدائمة.[/rtl]
[rtl]الذاكرة الوسيطة تقوم بخزن المعلومات لفترة بسيطة (يقال أنها قد تمتد لساعات)، ويتم لاحقاً تحويل هذه المعلومات إلى الذاكرة الدائمة في الدماغ، لكنني أشك أن السلوكيات الجديدة تتسبب في ملئ الذاكرة المؤقته بالكثير من المعلومات لدرجة تجعله من الصعب تحويل أي معلومة مفيدة إلى الذاكرة الدائمة (ياسلام على التحليلات).[/rtl]
[rtl]محاولة تقليل التفاعل مع الكثير من الأمور التي تشتت الإنتباه مثل تويتر،واتساب، فيسبوك وغيرها من الأمور قد يساعد على حل المشكلة والأمر شبيه بتخفيف البرامج التي تعمل في الخلفية من أجل تقليل الحمل على الكمبيوتر أو الهاتف الذكي.[/rtl]
[rtl]للأسف فالمستقبل لن يكون بأفضل حالاً، بل يعدنا بإغراقنا بالمزيد من المعلومات، وخذ كمثال نظارات جوجل التي تعدنا بأن تتعرف على كل شيء تقع عليه عينك، تتعرف على الأماكن، الصور والمعالم السياحية والإنسان بطبعه يحب أن يسأل ويسأل ويسأل وصدقني كمية المعلومات ستكون لانهائية لكن ذاكرتك يوجد لها نهاية وقدرات محدودة.[/rtl]
[rtl]"أنا لست بحاجة إلى تذكر أي شيء بعد اليوم”[/rtl]
[rtl]الإنترنت والتقنية هي سلاح ذو حدين، حتى الأمور التي تسهل على البشر حياتهم قد تعود عليهم بالضرر على المدى الطويل، لكننا تعودنا على النظر إلى الفائدة القريبة التي تقدمها مثل هذه التقنيات، ونحن بحاجة إلى إعادة النظر إلى تأثير هذه الأمور على عقولنا وطريقة تفكيرنا والتخفيف من الإعتماد عليها.[/rtl]