سنن العيد
أخي المسلم, هذه نبذة عن بعض السنن التي ينبغي أن تراعيها في عيدك.. لتكون من المقتدين بالنبي وأكرم بها من منزلة.
1- التكبير في العيدين:
وهو من شعائر الدين، ومن سنن سيد المرسلين .. وعلى ذلك سار سائر السلف الصالحين.
(كان النبي يخرج يوم الفطر فيكبر، حتى يأتي المصلى، وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير» [رواه ابن أبي شيبة، السلسلة الصحيحة (170)].
وكان ابن المسيب وعروة وأبو سلمة وأبو بكر يكبرون ليلة الفطر في المسجد، يجهرون بالتكبير.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: (كانوا في الفطر أشد منهم في الأضحى) قال وكيع: يعني في التكبير.
2- الغسل للعيد:
عن نافع: (أن عبد الله بن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى) [رواه مالك في الموطأ].
وقال سعيد بن المسيب: (سنة الفطر ثلاث: المشي إلى المصلى، والأكل قبل الخروج، والاغتسال).
وقال ابن قدامة: (يستحب أن يتطهر بالغسل للعيد، وكان ابن عمر يغتسل يوم الفطر، وروي ذلك عن علي رضي الله عنه، وبه قال علقمة وعروة وعطاء والنخعي والشعبي وقتادة وأبو الزناد ومالك والشافعي وابن المنذر).
3- التـزين بالثياب الجميـلة:
وفي هديه في ذلك يقول ابن القيم: (وكان يلبس للخروج إليهما أجمل ثيابه، فكان له حلة يلبسها للعيدين والجمعة، ومرة كان يلبس بردين أخضرين، ومرة بردًا أحمر...).
وكان ابن عمر - رضي الله عنهمـا - يلبس أحسن ثيابه في العيدين.
وقال الإمام مالك: (سمعت أهل العلم يستحبون الطيب والزينة في كل عيد).
4- الأكل في الفطر قبل الخروج إلى المصلى، وفي الأضحى بعد الرجوع من المصلى:
عن أنس رضي الله عنه قال: (كان رسول الله لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات) [رواه البخاري], وفي رواية للبخاري: (ويأكلهن وترًا).
وفي رواية للترمذي, وابن ماجة: (ولا يطعم يوم الأضحى حتى يصلي).
ولأحمد: (فيأكل من أضحيته).
قال المهلب: (الحكمة في الأكل قبل الصلاة: أن لا يظن ظان لزوم الصوم حتى يصلي العيد، فكأنه أراد سد هذه الذريعة).
وقال الترمذي: (وقد استحب قوم من أهل العلم أن لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم شيئًا، ويستحب له أن يفطر على تمر، ولا يطعم يوم الأضحى حتى يرجع).
5- الخروج إلى المصلى:
إن الخروج إلى المصلى يوم العيد، وشهود الصلاة، من شعائر الدين التي ينبغي على المسلم أن يحرص عليها، فإن في ذلك فضلا عظيما، ويدلك على ذلك أن النبي أذن لذوات الحيض أن يشهدن خير هذا اليوم، غير أنهن يعتزلن المصلى.
عن أم عطية رضي الله عنها قالت: أمرنا رسول الله أن نخرجهن في الفطر والأضحى، العواتق والحيض وذوات الخدور، فأما الحيض, فيعتزلن الصلاة، ويشهدن الخير ودعوة المسلمين، قلت: يا رسول الله، إحدانا لا يكون لها جلباب؟ قال: «لتلبسها أختها من جلبابها» [رواه البخاري ومسلم].
6- مخـالفة الطـريق:
وهي أيضًا من السنن، أن يرجع من طريق غير الطريق التي جاء منها.
عن جابر رضي الله عنه قال: (كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق) [رواه البخاري].
أخي المسلم, كانت تلك وقفات مع تلك الإطلالة الجميلة التي يحياها المسلم في كل عام مرتين (العيد).
وختامًا: أقول لك:
إن العيدين جاء زمانهما بعد خاتمة لعمل صالح.. فالفطر جاء بعد شهر الصوم.. والأضحى جاء بعد الوقوف بعرفة, ومناسك الحج.. وفي ذلك ذكرى لك أن تختم عمرك بالصالحات.. فاحرص أن تكون من أهل الخواتم الحسنة.
والحمد لله تعالى بلا نقصان.. والصلاة والسلام على النبي وآله وأصحابه أبد الزمان.